إن من يطلع على المجاميع الأدبية، يرى شعراء كثيرين لم يصل إلينا
شيء من خبرهم أو بعض قصائد أو أبيات من الشعر، تناقلها الرواة
وقد يكون لبعضهم دواوين شعرية جمعها بعض الكتبة أو الوراقين
ففقدت بعامل الإهمال أو الفتح أو غير ذلك. ومن هؤلاء، عروة بن
الورد والسموأل الشاعران اللذان يحتوي هذا الكتاب ديوانيهما موزعاً
في طيات الكتاب وفقاً لحروف الهجاء ومشكلاً ومشروحاً بأسلوب سهل
ومبسط لتسهل مطالعتهم على الراغبين في دراسة الأدب. ومن يضطلع
على شعر عروة يجده سائغاً، لطيف، لا يرى فيه ما ألفه بالشاعر الجاهلي
من وقوف على الأطلال وبكاء على الدمن، ووصف للجاد، والناقة وغير
ذلك، وإنما يجده قد خرج به إلى أغراض إنسانية سامية، وآداب إنسانية
أم شعر السموأل فيتميز بالشرف والإباء، والبعد عن التكسب والمدح
والكذب والاندفاع إلى المجد والفخر، وهذه شيم العربي في صحرائه
التي تبعث روح العزة والتباهي بالحسب والنسب وحفظ الذمام وبسطة
اليد، والسموأل هو ابن غريض بن عاديا بن حبا، قيل إنه أمه كانت من
غسان، وقيل بل هو من ولد الكاهن هرون بن عمران، أي هرون رون أخي
موسى كليم الله، ومما ومما تجدر إشارته أن السموأل كان يهودي الأصل لا
يؤمن كقومه بمجيء السيد المسيح.