الشاعر الفرزدق هو همام بن غالب بن صعصعة بن دارم، من تميم، كنيته أبو فراس، ولقبة الفرزدق، لُقِّبَ به لغلاظة وجهه، ولد في البصرة ونشأ في باديتها، فشبّ بدويّاً كلَّ بدويٍّ: طباع جافة، وشكيمة قوية، وكان له من أمجاد قومه ومفاخرهم ما ملأ نفسه عجباً وتيهاً، وفسح له مجال الفخر: فأبوه غالب كان أحد أجواد العرب، وجدّه صعصعة هو الذي “منع الوائدات وأحيا الوئيدة”، قيل أن اشترى ثلاثمائة وستين معدّة للوأد كل واحدة منهن بناقتين وجمل؛ وأم الفرزذق هي لينة، وقيل ليلى تبنت حابس، أخت الصحابي الأقرع بن حابس، وهكذا كان الشرف يكتنفه من ناحيتي أبيه وأمه، قيل أنه نظم الشعر صغيراً، فجاء به أبوه الإمام عليّ بن أبي طالب وقال له: أن ابني هذا من شعراء مُضر فاسمع منه! فأجابه الإمام: علّمه القرآن؛ فلما بلغ الفرزدق تعلّمه وهو مقيّد لئلا يلهو عنه، وأصيب الفرزدق بذات الجنب فكانت سبب وفاته.
إن شعر الفرزدق جزل فخم؛ ولكنه صلب الألفاظ خشنها، وكان المفضل الضبيّ يقدّمه على سائر الشعراء، وقال فيه أبو عبيدة: “لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث اللغة العربية” وشعره كذلك وثيقة تاريخية لكثير من الحوادث التي وقعت في أيامه… إلى القارئ ديوانه… ليمضي برفقته مستأنساً ومترنماً… مستمتعاً بأروع ما قيل في جميع الأغراض الشعرية، جزالة ولفظاً… ومعانٍ… وموسيقى.
عدد الصفحات : 479
سنة النشر : 2006
الناشر : دار صادر للنشر والتوزيع