إن كان رجلا، الن يُخصص له يوم بين اعياد القديسين، ويصبح شفيعا للطهاة المشهورين ؟!....
أسئلة كهذا السؤال أوقعتني في المشاكل منذ أيامي الأولى في المدرسة، حين بدا لي آنذاك أن التاريخ مثل كل شيء آخر في العالم - هو تاريخ الذكور، كلّ مخطّطات "فجر" التاريخ" في المدرسة الإبتدائية، تُصَوَّر الرجل البدائي وهو يخطو بثقة إلى المستقبل، لكن دون أ أي أنثى ترافقه ......
الرجل - الصياد ضَمِن انتقالنا إلى أكل اللحوم وبالتالي زيادة حجم أدمغتنا، الرجل - صانع صانع الأدوات نحت رؤوساً للرماح الرجل - الرسام اخترع الفن في الكهوف... إلخ.
على ما يبدو، تسلّق "الرجل" شجرة التطوّر وحيداً نيابة عنا جميعاً، ولم يخطر لأحد أن المرأة لعبت دوراً في ذلك، أياً كان .....
تتابعت العصور، وبالكاد ظهرت بعض النساء في المشهد، في مواكب التاريخ المبهرجة، المؤلفة من الحروب والبابوات والملوك، شاركت النساء فقط عند فشل الرجال. m
جان دارك قادت الفرنسيين بسبب عدم وجود رجال يتمتعون بالمؤهلات المطلوبة، والملكة إليزابيث الأولى
حكمت إنجلترا بسبب عدم وجود وريث ذكر للعرش، بينما كانت البطلات اللاحقات كفلورنس نايتنغيل
NO التي كنتها آنذاك.
وسوزان. بي. أنطوني) معزولات نوعاً ما عن عالم الرجال، وعزلتهنّ هي شرط مسبق لتحقيق الشهرة. استشهاد جان دارك وعذريّة إليزابيث، وعنوستهما الذكورية المتقشّفة، كلها لم تستهو خيال البنت الصغيرة
النساء اللواتي حفظت كتب التاريخ أسماء هن نادرات... أين الأخريات؟!....
عدد الصفحات : 394
سنة النشر : 2021
الناشر : دار المدى للنشر والتوزيع