أتذكر هذه الحادثة كما لو وقعت بالأمس. لم يكن من المعتاد أن أحضر شخصيًا دراساتنا الميدانية بصفتي الرئيس التنفيذي وكبير المستشارين العلميين في الشركة، لكن في ذلك اليوم، كان من المقرر أن يشهد بعض كبار المسؤولين التنفيذيين تجربة مباشرة لأحد أبحاثنا.
في الصباح، استقللت القطار السريع متجها إلى وسط مانهاتن للإشراف على التجربة، حيث قمنا بتركيب دائرة تليفزيونية مغلقة داخل عدة غرف معيشة صغيرة، مما أتاح لنا مشاهدة المجموعة الأولى من النساء المشاركات مقابل مشاهدة التلفاز لمدة ساعة، حصلت كل مشاركة على 150 دولارا، بينما تم تسجيل حركات أعينهن وسلوكياتهن المتعلقة باستخدام الهواتف الذكية لتحليلها لاحقا في مقر فريقنا ببوسطن. كجزء من التجربة، طلب من نصف المشاركات ترك هواتفهن في غرفة أخرى، بهدف مقارنة سلوكهن مع أولئك اللاتي احتفظن بأجهزتهن لفت انتباهي مشهد غير متوقع لإحدى المشاركات؛ بدت شديدة الانزعاج دون هاتفها الذكي، محبطة، متململة، حتى أنها أمسكت بالأريكة وكأنها على وشك الانفلات من جسدها. في البداية، ظننت أنها تشعر بعدم الارتياح بسبب المكان غير المألوف، أو ربما تعاني من نوبة قلق، لكن حالتها استمرت لفترة أطول من المتوقع. خطر لي احتمال تعاطيها المخدرات، وهو أمر واجهناه في بعض الدراسات السابقة، لكن فريق البحث لم يلاحظ أي مؤشرات غير طبيعية قبل انضمامها إلى التجربة.
عدد الصفحات : 414
سنة النشر : 2024
الناشر : دار صفصافة للثقافة للنشر