"أكان السمع ؟ أم البصر؟
تجعلنا نسمع ونرى ونشم هكذا تبدأ هذه الرواية الساحرة التي ونحس ونتأثر ... هذه الرواية التي تدخلنا إلى أعماق كل شخصية، من يويتشي، الطفل الحسّاس، إلى ريتسوكو، الأم المناضلة، وصولاً إلى جونسون، الطير الجريح، وتجعلنا نتعلّق بها ونتعاطف معها ونرى الحياة من خلالها.
بعد رائعة "ملذات طوكيو"، يحكي لنا دوريان سوكيغاوا مرة أخرى، بأسلوبه الرهيف حكاية لقاء غير متوقع، لقاء ما بين عائلة متواضعة والطير الذي أنقذته، ويأخذنا إلى عالم المستضعفين، مظهراً لنا من جديد قساوة مجتمعاتنا، ويجعلنا نتساءل عن معنى أمور كثيرة مثل الاختلاف والتهميش والأفكار المسبقة والتضامن والوفاء، والطفولة، والرشد والأمومة والطبيعة، ودورة الحياة، بل الحياة نفسها .
إنها أنشودة رائعة عن الحب والصداقة والحياة، بل درس جميل وقاس في آن واحد.
وإذا كان قد قيل عن ملذات طوكيو" إنها وليمة تجعلنا "نضحك، نبكي، نتلذذ" في "يويتشي والطير " هي بلا شك تحليق يجعلنا نضحك، نبكي، نتأثر".
رواية مذهلة، لا يجود بمثلها إلا الأدب الياباني!