من الكتاب: “أبو زيد القرشي هو محمد بن أبي الخطاب القرشي، وكنيته أبو زيد. هذا كل ما يعرف عنه لأنه لم يوقف له على ترجمة. وقد ذكره جرجي زيدان في كتابه “تاريخ آداب اللغة العربية” فجعله من رجال القرن الثالث الهجري؛ وذكره سليمان البستاني في مقدمة الإلياذة، وجعل وفاته في سنة 170 هجرية، أي أواسط العصر العباسي الأول.
ويرى بطرس البستاني في كتابه “أدباء العرب في الأعصر العباسية” أن أبا زيد من أهل العصر العباسي الأول لا من أهل العصر العباسي الثاني ذاك لأنه “أورد في كتابه الجمهرة روايات سمعها من المفضل الضبي، والمفضل الضبي توفي سنة 171هـ. أو نحو ذلك، وهذا يدل على أنه عاصره.”
وقد يكون لأبي زيد آثار غير كتابه “جمهرة أشعار العرب”، الذي تقوم منزلته عليه، ولكن لم يصل إلينا سواه.
اختار لكتابه هذا تسعاً وأربعين قصيدة لتسعة وأربعين شاعراً جعلهم في سبع طبقات كل طبقة سبعة شعراء معتمداً في تقسيمه هذا على أبي عبيدة والمفضل، وصدره بمقدمة انتقادية يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام. قابل في القسم الأول منها بين لغة الشعر ولغة القرآن وأظهر أن القرآن لم يأت العرب بلغة جديدة، فكل ما فيه من مجاز وغريب استعمله العرب في شعرهم، وقصدوا به إلى المعنى الذي قصد إليه القرآن.”