تناولت كتاب القصص إذن، ولا أخفي أنّ أفكاراً اعتملت في رأسي وكأنّها تستجيب لأمنياتي اقتربت الراقصة منّي. وعندما شرعت أقرأ قرّبت وجهها المنتبه منّي، ثمّ قرّبته أكثر حتّى كاد يلامس كتفي وهي تنظر إلى جبيني بثبات بعينين متسعتين ولامعتين ودون أن يطرف لها جفن كنت أحسب أنها تفعل ذلك في العادة حين يقرأ لها أحد كتاباً فقد راقبتها مليّاً وهي تصغي إلى قراءة تاجر الدجاج. كانت قربت وجهها منه وكانت عيناها السوداوان الكبيرتان تلمعان فعيناها أجمل ما فيها. وقد بدا لي أنّ حنيّة رموشها المتناسقة يندر مثيلها لشدة جمالها. وكنت أجد في ابتسامتها تألق الوردة المتفتحة وردة بالفعل، لقد كانت تذكرني بالوردة.***ياسوناري كاواباتا (1899-1972): روائي ياباني تُعدُّ أعماله تجسيداً للصراع الياباني بين التقاليد الصارمة وبين توجهات الحداثة التي اجتاحت المجتمع آنذاك. ساهم عام 1924 في إصدار مجلة (العصر الفني) التي أسست المدرسة جديدة في الكتابة سُمّيت «Shinkankakuha»، أي الانطباعية أو الحسية الجديدة، رداً على التوجه الأدبي المهيمن آنذاك، والواقع تحت تأثير المذهب الواقعي. حصل على نوبل للآداب عام 1968 ليصبح أول ياباني يفوز بها، وقد أصرّ على تسلّمها مرتدياً الزي الوطني التقليدي. رغم إدانته الانتحار في خطاب تسلّمه الجائزة، إلا أنه أقدم بعد بضع سنوات على ذلك. لم يترك وراءه أية رسالة، ولكن ما ما كتب في تأبينه هو أنه قال ذات مرة «إن الموت الصامت كلمة خالدة».
عدد الصفحات : 174
سنة النشر : 2022
الناشر : دار الرافدين للنشر والتوزيعين