على الرغم من أن مسألة العروج التي يعالجها البحث هي في أهم خصائصها صوفية بلا جدال، إلا أن بعض التفاصيل الواقعية المرتبطة بتقاليد وأديان أخرى قد ترد في السياق بغرض استكمال الصورة. لذا تناولت الدراسة في مراحل مختلفة أموراً تعود إلى الأساطير و إلى الصابئة المندائيين والتقاليد المانوية والزرادشتية والمذاهب الأخروية، ونهاية العالم في اليهودية والمسيحية (سفر الرؤيا)، إضافة إلى إطلالة حول فكرة نشأة الكون عند الغنوصية وفي النظم الفلسفية والدينية.
إن مصطلح العروج في المعنى الصوفي لا يشير إلى القرب من الله فحسب، وإنما جاء للدلالة على معنى آخر هو سمو الروح. ولقد استعرضت مختلف التفسيرات الواردة له حتى أبين كيف تعاملت المذاهب الإسلامية مع معراج النبي (ص)، فضلاً عن موقف الصوفية أنفسهم، ثم حاولت ربط تلك النظريات كلها مع الرؤية الصوفية للموضوع.